Nombre total de pages vues

مرحبا بكم في مدونتي أتمنى لكم الاستفادة أخوكم الناصر عزيز

أخوكم الناصر عزيز الإمام الخطيب بجامع عمر بن الخطاب بالساحلين أرحب بكم متمنيا لكم الاستفادة وملتمسا منكم التعليق حتى أستنير بملاحظاتكم
كما أرجوكم الانخراط في هذا الموقع في خانة
s'inscrire
ووضع عنوانكم الالكتروني لمدكم بكل جديد بالموقع
كما بامكان السادةوالسيدات المقيمين خارج الوطن الذين يزورون هذه المدونة باستمرار متابعة الدروس والتسجيل لاجراء اختبار كتابي في نهاية هذه الدورة

samedi 25 juin 2011

vendredi 24 juin 2011

الاسراء برسول الله من مكة إلى فلسطين ثم صعوده إلى السماوات العلى دروس وعبر

تسجيل صوتي لخطبة الجمعة 24جوان 2011 للإمام الخطيب الناصر عزيز بجامع عمر بن الخطاب بالساحلين تونس


mardi 21 juin 2011

عبر من الاسراء والمعراج

الاسراء والمعراج
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .  أيها الإخوة المؤمنون،  ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ  : الموضوع متعلق بمعجزة الإسراء، لماذا بدأت هذه المعجزة بقول الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ  أي: سبّحْ، ومعنى سبحْ أي: نزّه، ومعنى سبّحْ أي: مجّد، نزّه ومجد .  ما علاقة التسبيح بهذه المعجزة التي كانت في حق النبي عليه الصلاة والسلام؟ العلاقة أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الكون، خلقه وفق نظام، وجعل لكل سبب نتيجة، وجعل فيما يبدو لنا الأسباب تؤدي إلى نتائج، لكن الناس بعد أن ألِفوا أن هذه الأسباب تؤدي إلى النتائج، قد يغفلون عن أن مسبب الأسباب هو الله، وأن السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة، لذلك قد تأتي النتائج من دون أسباب كافية، وقد تكون الأسباب، ولا تحقق النتائج المتوقعة . إذا وجد السبب ولم يحقق النتيجة المتوقعة، كان هذا دليلاً على أن السبب وحده لا يكفي لتحقيق النتيجة، وإذا كانت النتيجة من دون سبب، معنى ذلك أن السبب ليس له دور حقيقي في إحداث النتيجة، لكن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، رجل وامرأة، والرجل و المرأة لا ينجبان طفلاً، وقد خلق الله عز وجل آدم من دون أب ولا أم ! وخلق سيدنا عيسى من دون أب، وخلق السيدة حواء من دون أم، إذاً ما كل سبب يؤدي إلى نتيجة، معنى ذلك : أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، وما هذه الأسباب إلا قرائن رافقت النتائج، لكنها ليست هي الخالقة .  إنّ السبب وحده غير كاف لإحداث النتيجة، هذا أول معنى، ولذلك فربنا عز وجل من حين لآخر يخرق هذه القوانين، يبطلها أو يعطلها، تأتي النتيجة بلا سبب أي : أبطلها، يكون السبب ولا تكون نتيجة، أي : عطّلها، وأحياناً هذه القوانين تبطل أو تعطل، من أجل أن تؤمن أنه لا إله إلا الله، وأن الله هو الخالق، وأن السبب وحده لا يكفي لإحداث النتيجة . لذلك أن ينتقل إنسان من مكة إلى بيت المقدس، وأن يعرج إلى السماوات، وأن يصل إلى سدرة المنتهى، وأن يعود إلى مكة في جزء يسير من الليل، هذا فوق طاقة البشر، لا يمكن أن يُحْدِثَ هذا إلا خالق الكون الذي بيده أن يعطل قوانين المكان والزمان، فالزمان له قانون، والمكان له قانون، الله سبحانه وتعالى عطّل قانون المكان، وقانون الزمان، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام، وانتقل بجسده الطاهر وبروحه الشريفة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السماء، فالانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس إسراء، والانتقال من بيت المقدس إلى السماوات العلا معراج . إذاً: جاءت كلمة ( سبحان ) أي نَزّه هذا الرب، وعظّمه، ومَجَّدَهُ، فهو الذي بيده كل شيء، بيده المكان، ولو شاء لألغى قوانين المكان، وبيده الزمان، ولو شاء لألغى قوانين الزمان، إذاً : ( سبحان ) تعني ما أعظم الخالق الذي بيده كل شيء، الأسباب صور، والنتائج صور، وهو كل شيء . ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾( سورة الفتح : 10 )﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾( سورة الأنفال : 17 ) لا يحدث شيء إلا بأمر الله وعلمه وقدرته وتقديره .إذاً: مناسبة أن تأتي كلمة ( سبحان )في مطلع سورة تشير إلى معجزة تمت للرسول عليه الصلاة والسلام بانتقاله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى إلى السماوات العلا، في جزء يسير من الليل، هذه معجزة فيها خرق لقوانين المكان والزمان، ولا يستطيع أن يفعلها إلا خالق الكون، وخالق المكان، وخالق الزمان .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ سبّح أيها القارئ، أيها المؤمن، أيها المسلم، ونَزِّه وَمَجِّد وَعَظِّم . ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ أسرى، يقال : سرى وأسرى، سرى مشى في الليل، سرى مشى في آخر الليل، وأسرى مشى في أول الليل، فإذا قال الله سبحانه وتعالى :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ كان المعنى: أنه أسرى بعبده ليلاً .  لماذا جاءت كلمة ليلاً؟ العلماء قالوا: جاءت كلمة ليلاً لتؤكد أن الإسراء تم بالليل! ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ تأكيد على أن هذه المعجزة تمت في الليل، أما كلمة ليلاً جاءت نكرة، ودليل أنها نكرة جاءت مُنَوَّنَة ليلاً، وهذه إشارة إلى أن هذه المعجزة تمت في جزء، هذا التنكير تنكير تبعيض، أي: لم تستغرق هذه المعجزة الليل كله لا، ليلاً، أي في جزء يسير من الليل .  في جزء يسير من الليل انتقلت في البيت الحرام من المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى، إلى السماوات العلا، وعدتِ ولا يزال الفراش ساخناً! هذا أول معنى .  لماذا قال الله عز وجل : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ أن الليل جاء ليؤكد أنه وقت المناجاة والتجلي والاتصال، وبعض العارفين بالله كان يناجي ربه : يا رب، قد هجعت الطيور إلى أعشاشها، وأغلقت الملوك أبوابها، وآوى كل حبيب إلى حبيبه، وأنا واقف ببابك، أرتجي جنابك يا رب . الليل وقت المناجاة، ووقت الاتصال، ووقت التهجد، ووقت الإقبال والتضرع، سبحانك لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب النهار إلا بخدمة عبادك، لا تطيب الدنيا إلا بذكرك، ولا تطيب الآخرة إلا ببرك .  إذاً أول معنى: أن الليل تأكيد إلى أن الإسراء تم في الليل . والمعنى الثاني: أن ليلاً المنكرة تنكير تبعيض دليل على أن هذه المعجزة التي تحتاج إلى سنوات وسنوات تمت في جزء يسير من الليل !  القمر يعد أقرب شيء للأرض، يكاد القمر والأرض يكونان كوكباً واحداً ! القمر يبعد عنا ثانية ضوئية، فإذا تألق ضوء في القمر وصل إلينا في ثانية واحدة، والشمس تبعد عنا ثماني دقائق، والمجموعة الشمسية قطرها ثلاث عشرة ساعة، وطول درب التبانة مئة وخمسون ألف ثانية ضوئية، وبعض المجرات تبعد عنا ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية ! ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾( سورة الواقعة ) هذا القمر الذي يعد هو والأرض ككوكب واحد، يبعد عنا ثانية ضوئية، والمركبة التي توجهت إليه بقيت ثلاثة أيام بلياليها منطلقة إليه بأقصى سرعة ركبها إنسان، سارت أربعين ألف كم في الساعة! والطائرة الحديثة جداً سرعتها ألف كم، طائرات وركاب فسارت ألفًا، وبعضها ستمئة، بعضها تسعمئة، الحديثة ألف، أما هذه المركبة فتسير أربعين ألفاً في الساعة! ومع ذلك احتاجت هذه الرحلة إلى ثلاثة أيام! أما النبي العدنان عليه الصلاة والسلام فأسرِي به من مكة، إلى بيت المقدس، إلى السماوات العلا ذهاباً وإياباً وعودة، والفراش لا يزال ساخناً، وعُطِّلَت قوانين الزمان، وعُطِّلَت قوانين المكان، ولا يفعل هذا إلا الواحد الديان !  لا يوجد جهة أخرى، مهما كنت ذا قيمة وشأن فمن مدنين إلى بنزرت بالسيارة تقطعها في أرع ساعات أو ثلاث ساعات، هذه طاقة البشر، في الطائرة نصف ساعة، وهل تستطيع أن تكون في ثانية ببنزرت؟ كن من تكون فلن تستطيع ذلك! لا يخرق هذه القوانين إلا الله سبحانه وتعالى . إذاً :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ أما كلمة ( عبده )فهي أكمل المخلوقات خُلُقَاً وعِلماً، وأكملهم عبودية! وأعلى مرتبة ينالها الإنسان على وجه الأرض أن يكون عبداً لله، إذا كمل علمه كملت عبوديته، وإذا قال: أنا فهو جاهل، من أنت؟ كنت لا شيء، فأصبحت به خير شيء، ، إذا قال: أنا ذاكرتي قوية، فالله عز وجل قادر في لمح البصر أن يجمد قطرة دم في بعض شرايين المخ فيفقد ذاكرته! وإذا قال: أنا تفكيري صائب ، فالله عز وجل قادر أن يقوم بانفجار في بعض شرايين المخ فيصبح مجنوناً ونزيلاً في بعض المستشفيات العقلية! وإذا قال: أنا قوي أحمل كذا كيلو، وحَصل على رقم أولمبي مثلاُ، فممكن أيضاً بشريان آخر تأتيه خثرة دموية فيغلق فيصاب الإنسان بالشلل!
أفضل مقامات العبد مقام العبودية :
 إذاً: كمال علمك، يؤدي إلى كمال عبوديتك، وكمال خلقك يؤدي إلى كمال عبوديتك، إذا عرفت نفسك حقيقة فأنت عبد لله،
 فكلما ارتقى علمك اقتربت من العبودية، وكلَّما ارتقت نفسيتك اقتربت من العبودية، فإذا بلغت قمة الكمال البشري فأنت عندئذ لا تزيد على أن تكون عبداً لله، وإذا كنت عبداً لله رفعك الله، وأعزك الله، وأمدك الله، وأغناك .  إذا كنت عبداً لله فأنت عزيز في الدنيا والآخرة، وإذا كنت عبداً لله فأنت غني بكل ما تعني هذه الكلمة، تحس بالغنى والغنى ليس عن كثرة العَرَض، ولكنَّ الغِنى غِنى النفس، لذلك :
اجعل لربك كل عـز  ك يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت*** كلمة ( بعبده )أي: كلما تعمَّقْتَ بالتوحيد اقتربت من العبودية، والعبودية تعني أنك مِنْ أعز الناس، ومن أكرمهم، وأرفعهم شأناً، وهل في الأرض كلها إنسان أعزه الله كهذا النبي العظيم ؟
 إذا كنت أنت عبداً لله يرفع لك ذكرك، ويرفعك في العالمين، وكلمة عبد أرقى كلمة يوصف بها إنسان! أي: عالم، فلأنه عالم أصبح عبداً، ولو قال: أنا أفعل كذا، فهو أحمق، إلى أن يقول: لا إله إلا الله، وأنا عبد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبي الله، ونعم الوكيل، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ولا معطي يا رب لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا رافع إلا أنت، ولا خافض إلا أنت، ولا رازق إلا أنت .. فعندئذٍ أنت عبد لله، وإذا عرفت حجمك الحقيقي رفعك الله في الدرجات العلا، وأمدّك الله بمددٍ من عنده .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
 بعبده، الهاء ضمير غائب يعود على الله سبحانه وتعالى، هل من تشريف أعظم من أن يضاف العبد إلى سيده؟ ومن أن يضاف إلى خالقه؟ ومن أن يضاف إلى الذات العلية ؟ وإلى صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، وإلى واجب الوجود، وإلى الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، وإلى رافع السماوات بغير عمد بعبده، ولذلك عندما يكون قلب الإنسان صاحياً ويقرأ قوله تعالى :
﴿ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾( سورة الزمر : 53 )
 أنت نُسِبْتَ إلى الله عز وجل، وأضِفْتَ إليه .هذا الضمير المتكلم الذي يعود على الله عز وجل، إذا أضيف العبد إليه فهذا تشريف ما بعده تشريف، وإذا قال لك شخص رفيع المقام: هذا موظف عندي، ، فكيف بالمولى الكريم ؟ ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾
الكعبة مسجد حرام أصالة ومآلاً :
 والكعبة كان فيها أصنام، فكيف سميت مسجداً؟ هذا سؤال، والأقصى كان هيكل سليمان، ولم يكن مسجداً، ولم يكن يوجد قبة، ولا محراب، ولا آيات، كما هي الحال اليوم، فكيف سماه الله مسجداً؟ والعلماء قالوا: المسجد مكان السجود، والأصل أن هذه الكعبة المشرفة بناها سيدنا إبراهيم لتكون مسجداً لله عز وجل طهوراً، هُدِمَت، ووُضِعَ فيها الأصنام  وشيء آخر، اسمها على أصلها، أصل هذا المكان بني ليكون مسجداً لله عز وجل، وهيكل سليمان عليه السلام بني ليكون مسجداً لله جلّ وعلا . إذاً: سمى الله عز وجل هذا المكان مسجداً .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾معنى : الحرام : و معنى الحرام أن هذه الكعبة المشرفة، ومكة المكرمة، جعلها الله بلداً حراماً، يحرم القتال بها في الأشهر الحرم، ويحرم الصيد فيها، ويحرم قطع النبات فيها، لأنها بلد مقدس، ومن أجل أن تكون أمناً للناس، ومثابة، وكذلك المسجد الأقصى، المسجد البعيد، تقول : الشرق الأدنى، والشرق الأقصى، والمسجد الأقصى أي : المسجد البعيد عن أهل مكة، هنا يوجد إشارة إلى أن هذه معجزة .
﴿ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ وقد تكون البركات أخروية، ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾
المعراج إراءة الآيات للنبي خاصة بعد الشدة والضيق : إذاً هذه المعجزة خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت بعد سنوات عجاف، بعد امتحان مرير، توفي عمه أبو طالب، وتوفيت زوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت مؤنساً له، وخير زوجة مخلصة له . وحينما صلّى بالأنبياء على بعض الروايات في بيت المقدس عرف أنه سيد ولد آدم ولا فخر، وعرف أنه سيد المرسلين، وانه إمام المرسلين، ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
 والله سبحانه وتعالى أطلع هذا النبي الكريم على مقامه العظيم، في هذا الإسراء والمعراج فُرضت الصلاة، التي هي معراج المؤمن، بها يعرج إلى الله عز وجل، كلما استقام قبلها، كلما تقرب إلى الله بفعل الخيرات، وكانت صلاته معراجاً له
المطلوب العملي الثاني بعد التسبيح: مناجاة الله  بركعتين ليلا .الدعاء:
وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ
 ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ
 أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }
*





taw77id Allah

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
كيف يكون التوحيد:
 أيها الإخوة الكرام، أردت أن يكون هذا الدرس في موضوع من أخطر موضوعات الدين ألا وهو التوحيد، فالدين هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
1 ـ المشركون وحّدوا توحيد الربوبية:
 أما أن تؤمن أن الله خالق السماوات والأرض فقد قال هذه الكلمةَ المشركون، قال تعالى:
﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾
( سورة الزمر)
2 ـ بهذا يكون التوحيد:
 فأن تؤمن أن الله عز وجل خلق الأكوان، هذا يؤمن به المشركون، ولكن أن تؤمن ـ الآن دقق ـ أن الله في السماء إله وفي الأرض إله، قال تعالى:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
( سورة هود)
 أن تؤمن أنه:
﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) ﴾
( سورة الكهف)
﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
( سورة الشورى)
 أن تؤمن أنه:
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ﴾
( سورة فاطر)
 هذا هو الإيمان، ألاّ ترى مع الله أحدا، أن ترى أن يد الله تعمل وحدها، أن ترى أن الله وحده هو الرافع الخافض، والمعز المذل، والمعطي المانع المقرّب، الله وحده يفعل ما يشاء، ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن.
ومضات مشرقة من توحيد الصحابة:
 الآن أريد أن أعطيكم ومضات من توحيد الصحابة.
1 ـ مع كعب بن مالك:
 سيدنا كعب حينما تخلف عن رسول الله في تبوك لم يكن له عذر، وقد قال: << أوتيت جدلاً >>، يعني أوتيت قوة إقناع، فلما عاد النبي عليه الصلاة والسلام، وعكف راجعاً إلى المدينة قال: حضرني حزني، ماذا أقول له ؟ فلما وصل إلى المدينة استقبل المنافقين، واستمع إلى أعذارهم، وقبِلها، منهم ثمانون منافقا، فلما جاء دور سيدنا كعب قال في نفسه: << والله لقد أوتيت جدلاً، وإنني بجدلي أخرج من سخطه ـ أقدم له عذرا محبوكا ـ ولكنني خشيت أنني إذا خرجت من سخطه بجدلي ليوشكن الله أن يسخطه علي >>، علاقته مع من ؟ مع الله، بإمكانه أن يقنع رسول الله، ولكن رأى أن الأمر بيد الله، فلو أقنع النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يكن الله راضيًا عنه ليوشكن الله أن يسخطه علي، قال: << فأجمعت أن أصدقه، فلما وصلت إليه قلت: والله يا رسول الله ما كنت في يوم أقوى ولا أنشط من يوم تخلفت عنك، لا عذر لي، فقال عليه الصلاة والسلام كلمة رائعة:
(( أمّا هذا فقدْ صَدَقَ ))
[ متفق عليه ]
 استمع إلى ثمانين منافقاً، وكلهم قدموا أعذارا مقبولة، ووكَّلهم إلى إيمانهم، فلما تكلم هذا الصحابي الجليل الحقيقة بلا مواربة، وبلا كذب، قال عليه الصلاة والسلام:
(( أمّا هذا فقدْ صَدَقَ ))
 أرأيت إلى هذه اللقطة، أوتي قوة إقناع بإمكانه أن يخرج من سخطه، لكنه أدرك أن الأمر بيد الله، فهو إن خرج من سخطه ليوشكن الله أن يسخطه عليه، قال: فأجمعت صدقه، هذه واحدة.
2 ـ مع امرأة أنصارية:
 اللقطة الثانية أن النبي عليه الصلاة والسلام خطب امرأة فاعتذرت أن تكون زوجة له، فكأن الكلام لا يصدق، امرأة أتيح لها أن تكون السيدة الأولى في مجتمع المسلمين، زوجة خير الأنبياء والمرسلين، وتعتذر !!! طبعاً موقف غريب وعجيب، فسألها، قالت: يا رسول الله، لي خمسة أولاد، أخاف إن قمت بحقهم أن أقصر في حقك، فالله لا يعذرني، وأخاف إن قمت بحقك أن أقصر بحقهن، هذا التوحيد، هذا هو التوحيد.
3 ـ مع أمِّ المؤمنين عائشة:
 حينما نزلت براءة السيدة عائشة من حديث الإفك، طبعاً تأخر الوحي أربعين يوماً، ولو كان الوحي شيئاً بملك النبي كما يتوهم أعداء الإسلام لقال آية بعد ساعة وبرّأها، الوحي كيان مستقل عن النبي عليه الصلاة والسلام، لا يملك جلبه ولا دفعه، فلما نزل في الوحي ببراءة هذه السيدة المصون رضي الله عنها قال أبوها الصديق: قومي إلى رسول الله فاشكريه، قالت: لا والله، لا أقوم إلا لله، على مسمع النبي عليه الصلاة والسلام، فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال: عرفت الحق لأهله، هذا هو الصحيح، أرأيت إلى التوحيد ؟
4 ـ مع أبي بكر صِدّيق هذه الأمة:
 هل تصدق أن في حياة المسلمين الأولى إنسانين أحبا بعضيهما حباً يفوق حد الخيال كحب الصديق لرسول الله، ولما توفي النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال الصديق ؟ دقق:
(( أَمَّا بَعْدُ ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بلا ألقاب، وهو قد ذاب قلبه ألماً ـ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ))
[ متفق عليه عن عائشة]
أرأيت إلى التوحيد ؟
5 ـ مع سيف الله المسلول خالد:
 سيدنا خالد وهو في أوج انتصاراته عزله عمر، وأرجعه جندياً، تصور إنسانًا لواء تسحب منه القيادة، ويبقى جندياً في الفرقة، ماذا يفعل ؟ يحدِث انقلابا، جاء إلى سيدنا عمر فقال له: << يا أمير المؤمنين، لمَ عزلتني ؟ قال: والله إني لأحبك، قال: لمَ عزلتني ؟ قال: والله إني لأحبك، قال: لمَ عزلتني ؟ قال: والله إني لأحبك، يريد جوابًا، فقال له سيدنا عمر: والله يا ابن الوليد ما عزلتك إلا مخافة أن يفتتن الناس بك لكثرة ما أبليت في سبيل الله >>، خاف هذا الخليفة العملاق أن يتوهم الناس أن الذي ينتصر هو خالد، لكن الذي ينصر هو رب خالد، فعزل خالدا، وبقي النصر مستمراً من أجل التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
5 ـ مع الفاروق عمر:
القصة الأولى:
أيها الإخوة الكرام، سيدنا عمر وهو يخطب قطع الخطبة، وقال: << يا ابن الخطاب، كنتَ راعياً ترعى الإبل على قراريط لأهل مكة >>، وتابع الخطبة، ليس هناك علاقة أبداً.
 أحيانا بعض المحطات الإذاعية تقطع البث، ويستبدلونها بدعاية ليس لها علاقة بالمضمون إطلاقاً، ثم يعود المضمون، ما فهم الصحابة ذلك، فلما انتهت خطبته سألوه، فقال: << جاءتني نفسي فحدثتني أنه ليس بينك وبين الله أحد، فأردت أن أعرّفها قدرها، >>، كنت راعياً أرعى الإبل على قراريط لأهل مكة
 لذلك أيها الإخوة، الدين الحقيقي توحيد، الدين الحقيقي ألا ترى مع الله أحداً، وألا ترى نفسك أيضاً، وألا ترى عملك، إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك، لذلك في أي عمل تقدم عليه ينبغي أن تقول: اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي، والتجأت إلى حولك وقوتك، يا ذا القوة المتين، تبرأت من حولي وقوتي وعلمي، والتجأت إلى حولك وقوتك وعلمك، يا ذا القوة المتين، هذا هو التوحيد، ألاّ ترى مع الله أحدا، ألا تحابي أحدا، لذلك قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾
( سورة الأحزاب)
 هؤلاء الذين يبلغون رسالات الله أليسوا أُمَناء ؟ نعم، أليسوا صادقين ؟ أليسوا ورعين ؟ أليسوا مصلين ؟ أليسوا صائمين ؟ لماذا أغفل الله كل صفاتهم، واكتفى بصفة واحدة ؟ قال علماء البلاغة: لأن هذه الصفة مترابطة مع الموصوف ترابطا وجوديًا، فإذا ألغيت الصفة ألغي الموصوف، كيف ؟
 تقول: طائرة كبيرة، والباخرة كبيرة، طائرة غالية الثمن، واليخت غالي الثمن، طائرة جميلة، واليخت جميل، أما الطائرة فتطير، هذه صفة خاصة بالطائرة، فلو ألغي طيران الطائرة ألغيت الطائرة، لذلك هؤلاء الدعاة إذا وحّدوا، ولم يروا مع الله أحدا، ولم ينافقوا، ولم ينطقوا بكلام ليسوا قانعين به، ولم يسكتوا عن حق خوفاً من قوي، ولم ينطقوا بباطل إرضاء لقوي، هؤلاء هم الدعاة، فإن لم يكونوا كذلك سقطت دعوتهم، وانتهوا، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾
( سورة الأحزاب)
 بعد هذه الصفة لا داعي للحديث عن صدقهم وأمانتهم، وصلاتهم وصيامهم، القرآن جامع مانع، فيه إيجاز، لذلك أيها الإخوة صدقوني، ولا أبالغ: إن لم تكن موحداً فلا جدوى من إيمانك إطلاقاً، إن لم تر أن يد الله تعمل وحدها، وأن الله بيده كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله، فاعبده وتوكل عليه فلستَ موحّدا.
جاء خطيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له:
(( ما شاء الله وشئت، قال: بئس الخطيب جعلتني لله نداً، ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن ))
[ ورد في الأثر ]
هذا هو التوحيد.
القصة الثانية:
 أيها الإخوة، جاء رسول والي عمر بن الخطاب على أذربيجان، وصل المدينة في ساعة متأخرة من الليل، كره أن يطرق باب أمير المؤمنين، فتوجه إلى المسجد، سمع رجلاً يبكي، ويقول: يا رب، هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي، أم رددتها فأعزيها ؟ استغرب، طبعاً هذا الكلام له قصة، سيدنا عمر كان يسير في أزقة المدينة، ومعه عبد الرحمن بن عوف، رأى قافلة في ظاهر المدينة، فقال لعبد الرحمن بن عوف: تعالَ نحرس هذه القافلة، سيدنا عمر سمع طفلاً يبكي، توجه إلى أمه، وقال: أرضعيه، فأرضعته، وتابع البكاء، فقال: أرضعيه، فأرضعته، فتابع البكاء، فغضب، وقال: أرضعيه، قالت له: وما شأنك بنا ؟ طبعاً لا تعرفه، إنني أفطمه، قال: ولمَ ؟ قال: لأن عمر لا يعطي العطاء، التعويض العائلي، إلا بعد الفطام، تروي الرواية أن عمر ضرب جبهته، وقال: ويحك يا ابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ لأنه أخّر العطاء إلى الفطام، ويحك يا ابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ فذهب إلى المسجد، وبكى بكاءً شديداً، وقال: يا رب، هل قبلت توبتي فأهنئها، أم ردتها فأعزيها ؟ هذا السفير الرسول من أذربيجان ما عرف هذا الإنسان، قال له: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا عمر، هو خجل أن يطرق باب أمير المؤمنين ليلاً، فذهب إلى المسجد فرآه يبكي في المسجد، قال: يا أمير المؤمنين، ألا تنام الليل ؟
 والله هناك قصة مع نفسي، هذه القصة صدقوني أحجمت عن روايتها عشر سنوات لأني وجدتها غير واقعية، أنا قرأت القصة على الشكل التالي، قال: إني إن نمت ليلي أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، أحجمت عن روايتها عشر سنوات، إلى أن عثرت على رواية لها فيها كلمة زائدة قال: إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، صار كلامًا منطقيًا، إنسان ما ينام ! هذا مستحيل.
 النتيجة قال له: << أتحب أن تأكل معنا، أم أن تأكل مع فقراء المسلمين، يعيش عند كسرى، طعام الملك شيء نفيس جداً، قال: بل عندك، فلما دخل إلى بيته، قال: يا أم المؤمنين ما عندك من طعام ؟ قالت: والله ما عندنا إلا ملح وخبز، بينما فقراء المسلمين يأكلون اللحم، قال: هاته لنا، فجاءته بالملح والخبز، أكل فشبع، وشرب فارتوى، فقال: الحمد لله الذي أطعمنا فأشبعنا، وسقانا فأروانا >>، خليفة المسلمين.
مرة ترك أكل اللحم في سنين المجاعة، فقرقر بطنه، فخاطبه، وقال: << قرقر أيها البطن، أو لا تقرقر، فو الله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين >>.
وضعوا له سنام الناقة أمامه ليأكله، فبكى، وقال: << بئس الخليفة أنا إذا أكلت أطيبها، وأكل الناس كراديسها >>.
فالنتيجة سيدنا عمر لما ضرب جبهته، وقال: ويحك يا ابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين ؟! ذهب إلى المسجد، وأعطى أمراً أن يكون العطاء بعد الولادة لا بعد الفطام.
والله، الذي لا أصدقه كيف تأمر هذه الدول الكبيرة بقتل الشعوب، لأنه أخّر العطاء من الولادة إلى الفطام، قال: ويحك يا ابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين ؟!
 هذا هو التوحيد، لذلك سيدنا الصديق أوصى أن يكون الخليفة بعده عمر، فجاء وفد إليه، وخوّفه من الله، كيف تولّي علينا عمر، وشديد مخيف ؟ فغضب، وقال: أتخوفونني بالله، لو أن الله سألني لمَ وليت عليهم عمر ؟ أقول: يا رب، ولّيت عليهم أرحمهم، هذا علمي به، فإذا بدل وغير فلا علم لي بالغيب، فلما خطب سيدنا عمر قال: << كنت خادم رسول الله وسيفه المسلول وجلواذه، وتوفي عنه وهو عني راض، وأنا بهذا أسعد، والحمد لله رب العالمين، ثم جاء أبو بكر، فكنت خادمه وسيفه المسلول وجلواذه، فكان يغمدني إذا شاء، وتوفي عني، وهو عني راض، الحمد لله على هذا كثيراً، وأنا به أسعد، قال: ثم آلت الأمور إلي، اعلموا أيها الناس، أن تلك الشدة قد أضعفت، وإنما تكون على أهل البغي والكفر، أما أهل التقوى والصلاح فأنا ألين لهم من أنفسهم، وسأضع رأسي على الأرض ليطئوه بأقدامهم، أيها الناس، خصال خمس خذوني بها، أي حاسبوني عليها، لكم علي لا آخذ من أموالكم شيئاً إلا بحقه، وألا أنفقه إلا بحقه، ولكم علي ألا أجمركم بالبعوث، يعني أرسلك إلى الجهاد فوق أربعة أشهر، لك أولاد، ولك زوجة، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا، ولكم علي أن أزيد عطاياكم إن شاء الله تعالى >>.
القصة الثالثة:
 هذا التوحيد، يرى الله عز وجل سيحاسبه، لذلك جاءته رسالة من والٍ يقول: << يا أمير المؤمنين، إن أناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، ولست أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت، اسمع جواب عمر، قال: ويحك، أتستأذنني في تعذيب بشر، وهل أنا حصن لك من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البينة، معك مستمسكات، معك أدلة، معك وثائق، فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعوهم إلى الإقرار، فإن أقروا كان بها، وإن لم يقروا فادعهم إلى حلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله، لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من أن ألقى الله بدمائهم >>، هذا هو التوحيد.
 رأى والياً فقال له: << ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ قال له: أقطع يده، قال للوالي: إذاً، إن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك، إن الله قد استخلفنا عنهم خلقه لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر له حرفتهم، فإن وفرنا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإن لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية >>.
هذا التوحيد.
 أيها الإخوة الكرام، المسلمون اليوم في أمسّ الحاجة إلى التوحيد، في أمسّ الحاجة إلى أن يؤمنوا أن الأمر بيد الله، لا بيد أعدائهم، وأن الله لا يتخلى عنهم، وأن مصيبة المصائب أن يشعروا باليأس والإحباط، ومصيبة المصائب ألا يثقوا بوعد الله، قال تعالى:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي﴾
( سورة النور )
 ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ:
 الآن الآية الكريمة اتلي تقصم الظهر، قال تعالى:
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
( سورة يوسف )
الشركة بين الجلي والخفي :
 لذلك قسم العلماء الشرك إلى شرك جلي، وشرك خفي، الشرك الجلي أن تقول: بوذا إله، وفي شرق آسيا مئات الأديان كلها أديان وثنية تعبد الحجر أو تعبد الشمس والقمر أو تعبد الجرذان أو تعبد... الحديث طويل، لذلك الشرك الجلي لا يوجد في العالم الإسلامي، والحمد لله، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا، وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً ))
[ ابن ماجه ]
لذلك للإمام علي رضي الله عنه قول رائع قال: << الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء >>.
 وأدناه أن تحب على جور، وأن تغضب على عدل، واحد تنتفع منه فتغاضيت عن معاصيه، ولم تنصحه خوفاً من أن تنقطع عطاياه إليك،هذا شرك خفي، أو أنه إذا وجه لك أحد نصيحة لا تحتمل، ترفض هذه النصيحة، وهذا شرك أيضاً، لذلك:
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
( سورة يوسف )
 أيها الإخوة، إن أردت أن تضغط الدين كله بكلمات، بل إن أردت أن تضغط رسالات الأنبياء جميعاً بكلمات فاسمع قوله تعالى:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
( سورة الأنبياء )
﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ﴾
 : هذا التوحيد،
﴿ فَاعْبُدُونِ ﴾
 : الطاعة، لذلك قالوا: نهاية العلم التوحيد، ونهاية العلم التقوى.
التوحيد ألا تتجه إلى الله وحده:
 أيها الأخوة، التوحيد كأنك دخلت إلى دائرة فيها أربعة طوابق، في كل طابق مئة موظف، وعلى رأسهم جميعاً مدير عام، قال لك أحدُهم: قضيتك لا يستطع واحد من كل هؤلاء الموظفين أن يمنحك الموافقة إلا المدير العام، فهل يعقل أن تبذل ماء وجهك لغير المدير العام ؟ تكون أحمق.
العزة والشجاعة من لوازم التوحيد:
 الآن حينما تؤمن أن الأمر بيد الله، أمرك الخاص بيد الله، صحتك بيد الله، وزوجتك بيد الله، وأولادك بيد الله، وجيرانك وأصدقائك وأقربائك، ومن فوقك في الدائرة، ومن هو أقوى منك، ومن هو أضعف منك، ومن كان على شاكلتك بيد الله، حينما تؤمن أن الأمر كله بيد الله لا تتجه إلا إلى الله، من أين تأتي الشجاعة ؟ من التوحيد، من أين تأتي العزة ؟ من التوحيد، من أين يأتي البُعدُ عن النفاق ؟ من التوحيد، وما مِن إنسان يسقط في النفاق أو في الكذب أو في الدجل إلا بسبب ضعف توحيده، لأنه رأى أن هذا الإنسان بإمكانه أن يعطيه، أو أن يمنعه، لذلك حينما تؤمن أن رزقك بيد الله، أن حياتك بيد الله، وأن الله قطع أيدي الناس عن الرزق وعن الحياة، وأن كلمة الحق لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً، كنت شجاعاً، لأنك كنت موحداً، التوحيد من لوازمه العز، التوحيد من لوازمه الجرأة.
قصص وعبرة:
1 ـ الحسن البصري مع الحجَّاج:
 سيدنا الحسن البصري من كبار التابعين، وهو عالم جليل، والعلم أمانة، ومن أمانة العلم التبيين، وكان في عهد الحجاج، والحجاج مخيف، أدى أمانة العلم، وبلغ الحجاج ما قاله الحسن البصري فيه، فغضب وزمجر، وهدد وتوعد، وقال لجلسائه: يا جبناء، والله لأورينّكم من دمه، بكل بساطة أمر بقتله، وجاء بالسياف، ومد النطع، وهو قماش يمنع تلوث الأثاث بدم المقتول.
كنا مرة ببلد إسلامي، وزرنا جامعتها، حدثنا رئيس الجامعة عن قصة تأثرت لها كثيراً، قصةٌ لشابين، شاب من عامة الناس، وشاب أمير، تسابقا، فهذا الشاب الذي من عامة الناس سبق الأمير، الأمير سحب سلاحاً، وأطلق عليه النار، وأرداه قتيلاً، لأنه سبقه، وليُّ القتيل طالب بالقصاص، دفعت له مبالغ، وصل الرقم إلى خمسمئة مليون، فهناك تقطع رأس القاتل بطريقة عجيبة، فهو يرتدي ( جلابية )، ويقصّون من الخلف سبعة حتى تبقى رقبة الإنسان من الخلف بلا قماش من أجل قطع الرأس بضربة واحدة، وقصت رقبة الثوب، وتلي الحكم بالقتل تحقيقاً لأمر الله عز وجل، ورفع السياف سيفه ليضرب، فقال: عفوت عنه، ولا أريد شيئاً، عفا عنه، وتنازل عن المبلغ بأكمله، خمسمئة مليون، قال: لأعلِم مَن حضر أن هذا الذي قتَل يقام عليه الحد كأي إنسان، وهذه قصة مؤثرة جداً.
 أيها الإخوة، فالحجاج قال: يا جبناء، والله لأورينّكم من دمه، بكل بساطة أمر بقتله، وجاء بالسياف، دخل الحسن البصري إلى مجلس الحجاج، رأى السياف واقفاً، وقد مُدّ النطع، فهِم كل شيء، جيء به ليقتل، فحرك شفتيه، وتمتم بكلمات، فإذا بالحجاج يقف له، ويقول: أهلاً بأبي سعيد، أنت سيد العلماء، وما زال يقربه، ويقربه حتى أجلسه على سريره، وسأله، واستفتاه، وضيفه، وعطّره، وودّعه، صُعق السياف والحاجب الذي جاء به، فلما خرج الحسن البصري تبعه الحاجب، قال له: يا أبا سعيد، لقد جيء بك لغير ما فعل بك، فماذا قلت لربك ؟ قال: قلت له: " يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ".
2 ـ سعيد بن جبير مع الحجَّاج:
سعيد بن جبير أراد الحجاج أن يقتله، قال: سأقتلك، قال: والله لو علمت أن أمري بيدك ما عبدت غيرك، لكنني اعبد الله.
 ما مِن إنسان أقوى من الموحد، ومِن في إنسان أعزّ من الموحد، ولا إنسان أجرأ من الموحد، لا يرى مع الله أحداً، يرى الله ولا يرى معه أحداً، لذلك كان في بمصر ملِكٌ اسمه أيوب، كان إذا مشى موكبه قبل الأمراء والكبراء الأرض أمامه خضوعاً له، وهناك حديث عنه طويل، عن جبروته، وقوته، كان إذا تكلم أحد في مجلسه قتله، يجب أن تسكت، تجيب إذا سألتك، كان إذا أدخل أحداً السجن، وسأل عنه أحد قتله، هناك قصص عن جبروته وقهره، وظلمه بشكل لا يصدق، وكان في عهده عالم جليل اسمه العز بن عبد السلام، في يوم عيد الأضحى، وهو في موكبه الكبير على فرسه المطهَّم، وحوله الكبراء والأمراء، والأمراء يقبّلون الأرض أمامه، صاح به بأعلى صوته، يا أيوب، هكذا، ماذا تقول لربك يوم القيامة، وقد ملّكك مصر، لمَ لمْ تُزِل المنكرات ؟ صعق الملك، قال له: أيّ منكر ؟ قال: هناك حانة تبيع الخمر، قال: لا أعلم، قال: أنا قد أعلمتك، قال: لعلها مِن عهد والدي، قال: إذاً ينطبق عليك قوله تعالى:
﴿ إِنّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾
، قال: سأزيلها فوراً، يقول الظاهر بيبرس: والله ما استقر مُلكي حتى مات العز بن عبد السلام.
الإنسان الصادق أمة.
3 ـ الشيخ بدر الدين الحسني مع السلطان العثماني:
 يروى أن الشيخ بدر الدين الحسني من كبار علماء الشام، أرسل له السلطان العثماني الصدرَ الأعظم أكبر شخصية، رئيس وزارة، والعثمانيون يحكمون ثلث العالم، شمال إفريقيا بكامله، الشام، العراق، فلسطين، الحجاز، فدخل عليه في الشام، فقال له: السلطان يدعوك لزيارة استنبول، فكان يقول كلمة ـ رحمه الله ـ لا أرغب، من شدة هيبته إذا قال: لا أرغب، انتهى الأمر، لا يجرؤ أحد أن يعيد عليه الخبر، فودعه، وعاد إلى استنبول، في الطريق إلى بيروت بارجة، من بيروت إلى اسطنبول، وطبعاً وقت طويل ليس مثل الآن في ساعتين، وصل بالبارجة إلى إنطاكية، تألم ألما شديدا، أنه أنا صدر أعظم، رئيس وزارة، آتي أتجشم الصعاب، أركب باخرة من استنبول على بيروت إلى الشام، وأطلب من العالم أن يأتي معي فيرفض، والله لآخذنه بالقوة، ورجع من إنطاكية لبيروت، يحتاج ثلاثة أيام، وسائل قديمة بطيئة جداً، ومن بيروت إلى الشام، ودخل على الشيخ، وكان يصلي، فلما سلم من صلاته نظر إليه، قال: رجعت، اضطرب، قال: سيدي نسيت أن أقبّل يدك.
سأل رجل الحسن البصري: بمَ نلت هذا المقام ؟ هذا التوحيد، قال: " باستغنائي عن دنيا الناس، وحاجتهم إلى علمي ".
الآن مَن يعمل في الدعوة استغنى عنه الأمير، فهو في حاجة إلى شيء من عنده، فسقط العلم كله.
4 ـ والي البصرة مع الخليفة يزيد:
 والله هناك قصة قصيرة جداً لو أرويها مليون مرة لا أشبع، أن والي البصرة كان عنده الإمام الجليل الحسن البصري، وقد جاءه لتوه توجيه، وأمرٌ من يزيد الخليفة، وفيه ظلم شديد، هذا التوجيه لو نفذه لأغضب الله عز وجل، ولو لم ينفذه لأغضب الخليفة، وربما عزله، فوقع في حيرة من أمره، وعنده الإمام الجليل الحسن البصري، قال له: " ماذا أفعل يا إمام " ؟ قال له: " إن الله يمنعك من يزيد، ولكن يزيد لا يمنعك من الله "
أحيانا يكون الإنسان في مقتبل حياته، ومعه ورم خبيث، كنت مرة عند طبيب قلب، جاءه هاتف، قال: والله لا أمل، قال له: أي مكان في العالم، وأي مبلغ، قال: والله لا أمل، فإذا انتقم الله عز وجل من إنسان بمرض عضال فقد انتهت حياته، وانتهى ماله، وانتهت قوته.
 والله أعرف إنسانا صديق صديقي، وصل إلى منصب عالٍ جداً في الصناعة، يحمل دكتوراه من فرنسا، وزوجته فرنسية، وهو في الأساس غني، وساكن في أرقى أحياء دمشق، وسيارات، وبيت في المصيف، فَقَد بصره، جاملوه شهرا، بعثوا البريد مع موظف، هذه المعاملة هكذا، بعد شهر أقالوه، فزاره صديقي، قال: والله يا فلان، أتمنى أن أجلس على الرصيف أتكفف الناس، وليس عليّ إلا هذا المعطف، وأن يرد اللهُ لي بصري.
قال له: " إن الله يمنعك من يزيد، ولكن يزيد لا يمنعك من الله، هذا توحيد، لا يوجد إلا الله فقط، لا تخش أحداً، الله يحميك من كل البشر، لكن أقوى البشر لا يحميك من الله، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
5 ـ بين ملك الغساسنة وبدوي من فزارة:
 هل من المعقول أن يأتي ملك الغساسنة يعلن إسلامه، ويرحب به عمر، ويطوف حول الكعبة، فيأتي بدوي يدوس طرف ردائه، فينخلع رداؤه من كتفه، يلتفت نحو البدوي فيضربه ضربة تهشم أنفه، شكاه لعمر، استدعاه، ملك وشخص بالتعبير المعاصر من دهماء الناس، من سوقتهم، من الطبقة الدنيا، من الطبقة المسحوقة، شاعر معاصر صاغ الحوار شعراً، قال له سيدنا عمر:
أصحيح ما ادعى  هذا الفزاري الجريح ؟
قال له جبلة:
لست ممن ينكر شيَّا أنا  أدبت الفتى أدركت حقي بيدي
قال له عمر:
أرضِ الفتى لابد من إرضائه  ما زال ظفرك عالقاً بدمائه
أو يهشــمن الآن أنـفـك وتـنال مــا فعلتـه كفك
هو يخاطب ملكا: أو يهشمن الآن أنفك.
قال:
كيف ذاك يا أمير المؤمنين  هو سوقة وأنا عرش وتاج
كيف ترضى أن يخرَّ النجم أرضاً ؟
قال له:
نزوات الجاهلية ورياح العنجهية  قد دفناها أقمنا فوقها صرحاً جديداً
وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيدا
قال:
كان وهماً ما جرى في  خلدي أنني عندك أقوى وأعزّ
أنا مرتدٌ إذا أكرهتني
قال:
عالَم نبنيه كل صدع فيه يداوى وأعز  الناس بالعبد بالصعلوك تساوى
وهرب بالليل، وشرب الخمر، وله قصيدة قبل أن تأتيه المنية يعلن عن ندمه الشديد، لأنه لم ينصع لكلام عمر.
 لا إله إلا الله، هذا هو الإيمان، هو الرافع، هو الخافض، هو المعطي، هو المانع، هو المعز، هو المذل، هو الميسر، هو المعسر، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً.
التوحيد عند حلول المكروه:
 أيها الإخوة: كلام كثير متعلق بالتوحيد، كلام نظري، ومواقف عملية، ففي اللحظة التي لا ترى مع الله أحداً يذهب عنك اليأس، يذهب عنك الإحباط، يذهب عند الخنوع، تذهب عنك السوداوية، يذهب عنك كل ألم نفسي، الله موجود، وكل شيء بيده، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ:
(( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ))
[ متفق عليه ]
 لذلك الصحابة الكرام، وهم نخبة الخلق، ومعهم سيد الخلق في حنين قالوا: لن نغلب من قلة، فلم ينتصروا، قال الله عز وجل:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾
( سورة التوبة )
 في بدر وحدوا فانتصروا، في حنين أشركوا فلم ينتصروا، هذا درس نحتاجه كل يوم.
تقول: الله، يتولاك الله، تقول: أنا، يتخلى عنك، بدراستك، بتجارتك، بزواجك.
 حدثنا أحد علماء دمشق له شيخ وقور، ألقى خطبة كبيرة جداً مؤثّرة جداً، هو نازل شعر أن هذه هي الخطبة، قرأ الفاتحة فأخطأ فيها، إياك، قال:
رقصت الفضيلة تيهاً  بفضلها فانكشفت عورتها
 إياك أن تمنّ على الله:
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾
( سورة الحجرات )
الإنسان بين التولي والتخلي:
 أنا أعتقد أنه لا يوجد شخص من الإخوة الحاضرين إلا وعنده قصتان ثلاثا حدثت له، عندما وحد الله أكرمه، ولما علّق آماله بإنسان الله خذله، أنا لا أصدق واحد من الحاضرين ما عنده مع الله تجربة، أنا أسميها أيّام الله، وضع ثقته بإنسان فتخلى عنه، وضع ثقته بالله فتولاه، أنت بين التولي والتخلي، بين أن يتولاك الله، وأن يتخلى عنك.
 أبو جعفر المنصور من كبار الحكام العباسيين، اسمه السفاح التقى بأبي حنيفة قال: " يا أبا حنيفة، لو تغشَّيتَنا، قال: ولمَ أتغشّاكم، وليس لي عندكم شيء أخافكم عليه، وهل يتغشَّاكم إلا مَن خافكم على شيء ؟ قال له: إنك إن أكرمتني فتنتني، وإن أزريت بي فتنتني أيضاً ".
أيها الإخوة، ذكر نفسك بأيام الله، يوم أكرمك الله لأنك وحدته، ويوم وضعت أملك بإنسان فخذلك هذا الإنسان، لأنك وقعت في شرك خفي.
مرة ثانية: عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا، وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً ))
[ ابن ماجه ]
كل الذنوب قابلة للمغفرة إلا الشرك:
بالمناسبة، إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.
 كنت أضرب مثلا برجل له مال يقبضه في مدينة حلب، مليون ليرة، وأحب أن يصعد القطار، قطع بطاقة درجة أولى، جلس بعربة من الدرجة الثالثة، هذا خطأ كبير، لكن القطار ينطلق إلى حلب وسيصل، هناك خطأ ثان، جلس بمقعد بعكس اتجاه القطار، فأصيب بالدوار، هذا خطأ ثالث، لكن القطار في طريقه إلى حلب، ما مِن مشكلة، جلس بعربة فيها شبان سيئو الخلق، أزعجوه في الطريق، لكن القطار ينطلق إلى حلب، وسيأخذ المبلغ، هناك خطأ رابع، كان يتلوى من الجوع، ولا يعرف أن في القطار عربة فيها مطعم، هذا خطأ آخر، ولكن القطار سيصل إلى حلب هذا الموحد، المشرك ركب قطار مدينة درعا، ما ارتكب ولا خطأ، ولكن لا شيء أمامه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾
( سورة النساء )
 مع التوحيد كل الذنوب تغفر، لكن مع الشرك لا شيء يغفر، لأنك اتجهت إلى لا شيء، اتجهت إلى مخلوق، والمخلوق أضعف منك، قال تعالى:
﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾
( سورة فاطر )
الخير كله في التوحيد، واتوحيد خير كله:
 أما سيدنا يونس، وهو في بطن الحوت فقال تعالى عنه:
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)﴾
( سورة الأنبياء )
 والله الأملُ بالمئة صفر، هو في بطن الحوت، في ظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، فنادى في الظلمات، جمع، هذا التوحيد، ألاّ ترى مع الله أحدا، هو الرافع، هو الخافض، هو المعز، هو المذل، هو المعطي، هو المانع، هو الذي يكرم، ومن يهن الله فلا مكرم له، إن وحدت يخدمك عدوك، وإن أشركت يتطاول عليك ابنك، لا إله إلا الله، التوحيد يحملك على الاستقامة، وعدم التوحيد يدفعك إلى المعصية إرضاءً للقوي، التوحيد محصلة الإيمان، إيمانك، وتفكرك، واتصالك، واستقامتك، وتضحيتك، وبذلك تنتهي بك إلى التوحيد، والتوحيد سعادة، مع التوحيد لا مرض نفسي، علاقتك مع الله، قال الله عز وجل: " إذا أردتم رحمتي فارحموا عبادي "، علاقتك مع الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))
[ مسلم ]
 أي عمل صالح من دون استثناء هو قرض حسن لله، قال تعالى:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)﴾
( سورة الحديد )
الله عز وجل يقول: أقرضني يا عبدي، والله لو أطعمت هرة، والله لو أنقذت نملة في أثناء الوضوء بالمغسلة، أوقفت الماء حتى خرجت، بإمكانك أن تغرقها، والله لو أنقذتها كان هذا عملا صالحا.
 مرة أخ من لبنان صديق توفي ـ رحمه الله ـ رجع بسيارته القهقرى، فضرب سيارة عمومية فكسر الضوء الأحمر، والصاج تخرب، وأنا توقعت أن هذا السائق ينزل ويفتح، نزل السائق، ونظر إليه، وهو رجل منعم، قال له: مسامح، فهذا الصديق نزلت دمعة على خده، أنا ما فهمتها، لو أنه فقير وفّر خمسة آلاف فقير لكن ليس فقيرا، هناك موضوع ثانٍ، لما هطلت هذه الدمعة على خدك قال: أنا قبل سنتين كانت أسرة سورية راكبة سيارة، كل النساء محجبات في بيروت، فضربوا سيارتي، فما أحببت أن أنزع لهم النزهة، فقال لهم: أنا مسامح، ما ضاعت، بكى، قال: أنا ما أحببت وهم جاءوا من الشام محجبات، وفي بيروت وسياقته ضعيفة، فضرب له سيارته، فبعد سنتين رد الله له الجميل، فعامِلوا الله، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، التوحيد هو الدين، التوحيد هو الذي يرفع رأسك هو الذي يرفع معنوياتك، هو الذي يدفعك إلى أن تكون جريئاً، التوحيد هو الذي يبعد عنك كل مرض نفسي، علاقتك مع الله،
(( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ ))
[ ابن ماجه عن ابن مسعود]
 لذلك:
﴿ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾
 والله يا أيها الإخوة الكرام، الناس في حالة إحباط شديد، في حالة يأس، لأنهم رأوا أن أمرهم بأيدي أعدائهم، وأعداؤهم يكيلون لهم، والله هذه المعلومات تصيبك بجلطة، أن الأمر بيد أعدائنا، فهم يخططون مرة بحصار، مرة بقصف، مرة باحتلال، أسعار العملة بيدهم، والبترول بيدهم، والحصار الاقتصادي بيدهم، الناس يعيشون حالة يأس وإحباط وقلق، لكن كن مع الله ولا تبال.
كـن مع الله تـر الله معـــك  واترك الكل و حاذر طمعـــك
وإذا أعـطاك مـن يمنعـــه  ثم من يـعطي إذا ما منعـــك
أطع أمرنا نرفع لأجـلك حجب نا فإنا منحنا بالرضا مـن أحبنــا
Auteur Sheikh Nabolsi والحمد لله رب العالمين

dimanche 19 juin 2011

نحو صفاء روحي: التسبيح






التسبيح
الحمد لله واهب الرحمات مفيض الخير والبركات يرفع العاملين الى أعلى الدرجات أحمده أن من علينا بهذا الشهر الحرام وجعله عظيم الحرمة في الجاهلية والاسلام وموسما للخيرات والطاعات وأشكره أن فتح به شهور المحبة والقبول وضاعف فيها الأجور وأشهد أن لا إلاه إلا الله يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا رسول الله قال تعالى في محكم تنزيله: إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ }التوبة 36
عن ابن عمر، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى في أوسط أيام التشريق، فقال: " يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، وإنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثُنَا عَشَرَ شَهْراً، مِنْهَا أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، أوَّلَهُنَّ رَجَبُ مُضْرَ بينَ جُمادَى وشَعْبَانَ وَذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ "
الله اصطفى من الأرض المساجد ومن الشهور رمضان والأشهر الحرام ومن الأيام الجمعة  ومن الليالي ليلة القدر
وأفضل موضوع اخترته لهذه السلسلة التربوية الروحية والاعداد النفسي لشهر رمضان وبمناسبة هذا الشهر الكريم رجب شهر الله التسبيح لله
ورد لفظ التسبيح 18 مرة في كتاب الله بلغة الأمر
قَالَ رَبِّ ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ آل عمران 41
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ الحجر  98
فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ طه 130
وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً الفرقان 58 والله تعالى أراد أن يكون لسان عبده رطبا بذكر الله بتسبيحخ فأرما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسبح الله في صلاتنا سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى 6مرات في كل ركعة في الركعة الواحدة الصبح 12 الظهر 24 العصر 24 المغرب 18 والعساء 24 والفجر 12 الجملة 114عدد سور القرآن الكريم سوى النوافل فالصلاة تسبيح وحياة المسلم تسبيح
أوقاته؟الابكار والعشي  وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ آل عمران 41
قبل طلوع الشمس : وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ  قبل غروب الشمس آناء الليل أطراف النهار
اثر الصلاة : ومن الليل فسبحه وادبار السجود
ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا
: وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قلت لعائشة رضي الله عنها: أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت وأطالت، ثم قالت: كل أمره عجب، أتاني في ليلتي فدخل في لحافي حتى ألصق جلده بجلدي، ثم قال: يا عائشة، هل لك أن تأذني لي الليلة في عبادة ربي؟ فقلت: يا رسول الله إني لأحب قربك وأحب هواك، قد أذنت لك. فقام إلى قربة من ماء في البيت. فتوضأ ولم يكثر من صب الماء، ثم قام يصلي، فقرأ من القرآن فجعل يبكي حتى بلغ الدموع حقويه، ثم جلس فحمد الله وأثنى عليه وجعل يبكي، ثم رفع يديه فجعل يبكي حتى رأيت دموعه قد بلت الأرض، فأتاه بلال يؤذنه بصلاة الغداة فرآه يبكي فقال له: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا بلال أفلا أكون عبداً شكوراً. ثم قال: وما لي لا أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ } ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وروي:
«ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأمّلها» وعن علي رضي الله عنه:" أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتسوّك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول: { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ }
عندما يرى أن الله سبحانه وتعالى أسرى بعبده ليلا ثم عرج به الى السماوات في ليلة واحدة : سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ
عندما يشاهد أن الله الخالق جعل من كل زوجين اثنين أشجار ذكور وأنثى تلقح نفسها بنفسها سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ
وعندما المخلوقات مسخرة لخدمته : لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
عندما يدرك المسلم هذا النظام الثابت في الكون كل شيء موزون لراحة الانسان الأرض مشتعلة نارا والانسان يمشي على سطحها آمنا الأرض عبارة على بيضة ونحن نبني ونسكن على قشرتها 5’1 بالمائة من حجم الأرض من 5الى 40 كم فقط حرارة الأرض داخل النواة 3000درجة جميع المواد المعدنية منصهرة  على بعد 2900كم من سطح الأرض درجة الحرارة 2500درجة على
 بعد  2000كم 2250درجة على بعد 100كم 1800درجة على بعد 50كم 800درجة على سطح الأرض دافئة مهيأة للانسان سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
لكن هل الانسان هو المسبح الوحيد في الكون؟ لا بل كل ما في الكون يسبح لله
سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ الحديد
وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ
وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
فإلى أين المفر أيها الانسان كل الكون يسبح زقزقة العصافير خرير المياه نزول المطر دمدمة الرعد صهيل الخيل  صياح الديكة الجبال تسبح الأرض الاشجار الحيوان فاين أنت ؟ لماذا الفرار من الله ؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
تسبيح الكون والحيوان والنبات وكل المخلوقات بما فيها أجسامنا : الخضوع والانقياد لأمر لله :وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها 83 آل عمران ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فصلت 11 قوانين وسنن وضعها الخالق لها الجاذبية والسرعة ودران كل كوكب
الحيوان والحشرات خضوع وانقياد لأمرالله
اسلام الطير : أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَٰتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱللَّهُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لأََيٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ النحل 79
بعض أنواع الطيور بلغت درجة الكمال في تخطيط رحلاتها يذكر منها الأستاذ هامبورجار في كتابه القوة والوهن طبعة باريس 1972 إن الطائر الشهير في المحيط الهادي المسمى mutton bird   له رحلة على شكل 8 تبلغ 25 ألف كم يقوم بها في 6 أشهر ليعود الى نفس المكان الذي انطلق منه بتأخير أسبوع واحد على أقصى حد ورغم صغر سنه ودون تجربة سابقة وبلا أي قائد يجمع العلماء الطيور أن في دماغ كل طير برمجة مسبقة مسجلة قبل ولا دته  فمن سجلها ومن خططها؟
الانسان جزآن مادي الجسم مسلم لله كبر مرض هضم وجزء فكري وروحي :اختيار هذا الدين هو حر لكنه محاسب ان طبقنا شرع الله وأحكامه فله أسلمنا مع الكون وسبحنا مع المخلوقات فنعيش في سلام وإن لم نطبق شرعه تصادمنا مع فطرتنا مع جسمنا المسلم مع الكون المسلم ولم نكن من المسبحين ولو سبحنا آلاف المرات في اليوم
فوائد التسبيح :تغير الحال نحو الأحسن وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ الأنبياء 76
الاقتراب من الله   الشعور بالمراقبة  الاجر والثواب عن كل تسبيحة
سبحانك اللهم وحنانيك سبحانك اللهم وتعاليت سبحانك اللهم والعز إزارك  سبحانك اللهم والعظمة رداؤك سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما اعظمك سبحانك سبحت في الأعلى تسمع وترى ما تحت الثرى سبحانك انت شاهد كل نجوى سبحانك موضع كل شكوى سبحانك حاضر كل ملأ سبحانك عظيم الرجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء سبحانك تسمع انفاس الحيتان في قعور البحار  سبحانك تعلم وزن السماوات  سبحانك تعلم وزن الارضين سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر   سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة  سبحانك قدوس قدوس قدوس سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك سبحانك وبحمدك سبحان الله العليّ العظيم ".اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل،ومن استقوى بك فلن يضعف،ومن استغنى بك فلن يفتقر،ومن استنصر بك فلن يخذل،ومن استعان بك فلن يغلب،ومن توكل عليك فلن يخيب،ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
اللهمّ اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنّا شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربّنا و تعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك.
اللهم اهدنا لصالح الأعمال، لا يهدي لصالحها إلاّ أنت، اللهمّ اهدنا لصالح الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردّنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كلّ خير، واجعل الموت راحة لنا من كلّ شرّ يا ربّ العالمين، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمّن سواك.اللهمّ اشف مرضانا وارحم موتانا وارحم شهداءنا واجعل الجنّة مأواهم ومأوانا ، وارحم والدينا وأحسن للمحسنين والمتصدّقين واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم  يا ربّ العالمين وانصر إخواننا المجاهدين في كلّ مكان وآخر دعوانا  أن الحمد لله ربّ العالمين .