Nombre total de pages vues

مرحبا بكم في مدونتي أتمنى لكم الاستفادة أخوكم الناصر عزيز

أخوكم الناصر عزيز الإمام الخطيب بجامع عمر بن الخطاب بالساحلين أرحب بكم متمنيا لكم الاستفادة وملتمسا منكم التعليق حتى أستنير بملاحظاتكم
كما أرجوكم الانخراط في هذا الموقع في خانة
s'inscrire
ووضع عنوانكم الالكتروني لمدكم بكل جديد بالموقع
كما بامكان السادةوالسيدات المقيمين خارج الوطن الذين يزورون هذه المدونة باستمرار متابعة الدروس والتسجيل لاجراء اختبار كتابي في نهاية هذه الدورة

samedi 30 avril 2011

الخليفة عمر بن عبد العزيز أو الفهم والتطبيق المشرق للاسلام داخل المجتمع ونتائجه الباهرة في نشر العدل والقضاء على الفقر

 حول سيرة عمر بن عبد العزيز الملك العادل
المقدمة
حياة الانسان لا تقاس بالسنوات بل بالأعمال الصالحة التي أفاد بها بلاده والانسانية  فكم من شخص تجاوز المائة ولم يولد بعد وكم من شخص آخر فارق الحياة منذ مئات السنين وما زال حيا بيننا واليوم أردت أن أعرض عليكم سيرة رجل لا ينتمي لعصر الوحي فحسب ، بل إنه الرجل الذي حاول نقل عصر الوحي بمُثُلِه وفضائله إلى دنيا مائجة هائجة ، مفتونة مضطربة، يسودها  الظلم والقهر، ، ثم نجح في محاولته نجاحاً يبهر الألباب ، فهل تدهش وتذهل لأنه بمفرده حاول تحقيق هذا المستحيل ؟!.. أم تدهش وتذهل لأنه بمفرده قد حقق هذا المستحيل فعلاً.. ليس في عشرين سنة ، ولا في عشرة أعوام ، بل في عامين وخمسة شهور وبضعة أيام.
إنه الملك  العادل عمر بن عبد العزيز الذي ضرب أروع مثال لكل من أراد أن يكتب اسمه في سجل التاريخ بماء الذهب ويبقى حيا بين الناس
هو ابن والي مصر عبد العزيز بن مروان بن الحكم وأمه ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
فقالت الأم: يا بنتاه، قومى إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر، ولا منادى عمر.
فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فرب أمير المؤمنين يرانا.

فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك، أعجب بالفتاة لورعها ومراقبتها لله رب العالمين. فبعث إلى الجارية فزوّجها من عاصم، فولدت لعاصم بنتًا، ولدت هذه البنت ابنة تزوجها عبد العزيزبن مروان بن الحكم فأنجبت عمر بن عبد العزيز سنة63هجري بمصر حفظ القرآن الكريم صغيرا ثم أرسله أبوه إلى المدينة المنورة ليتعلم ويتفقه في الدين بين يدي الشيخ الجليل والعالم الزاهد صالح بن كيسان رحمه الله
توفي أبوه فعاش يتيما وكفله عمه سليمان بن عبد الملك الذي كان أميرا للمؤمنين بداية من سنة715ميلادي كان سليمان بن عبد الملك من أمثل الخلفاء، نشر عَلَم الجهاد، وجهّز مائة ألف برّاً وبحراً، فنازلوا القسطنطينية، واشتد القتال والحصار عليها أكثر من سنة .
سابعاً:صفحات من حياته في عهد سليمان بن عبد الملك:
قال سليمان لعمر بعد أن ولي:" يا أبا حفص ! إنا ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم ، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به". فكان من ذلك عزل الحجاج، شوكة الدولة الأموية ؟؟ العدل شوكتها
 فقيل إن سليمان حج فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر: أما ترى هذا الخلق لا يحصي عددهم إلا الله ؟ قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداًخصماؤك..
أعجب سليمان الملك بأخلاق عمر وشدة تقواه فزوجه ابنته فاطمة وكان شديد التفكير فيمن سيخلفه فأبناؤه مازالوا صغارا وكان يخاف على الدولة من اخوته الذين نهبوا واستغلوا واعتدوا على الممتلكات فأوصى بالخلافة لعمر بن عبد العزيز الذي أصبح أميرا للمؤمنين  سنة 717ميلادي وعمره 35سنة على  دولة ممتدة الأطراف من شمال افريقيا غربا   إلى مصرفالشام  والجزيرة العربية واليمن وعمان إلى أنطاكيا وشيراز وكرمان ونيسابوروتبريز شرقا الى حدود الدولة البيزنطية
وجد عمر فسادا على جميع المستويات سياسيا أصبحت خلافة المسلمين ملكا يتوارث بين بني أمية وانقطعت الشورى لاختيار القائد واستعمل بنو أمية المكر والدهاء والقتل للحفاظ على سلطانهم والحجاج أكبر مثال في البطش والجبروت في العراق ومحمد بن يوسف باليمن
 ماليا أمراء بني أمية يعيشون في بذخ كبير ويتمتعون بجرايات خيالية وينهبون ويغتصبون الأراضي وكل ما فيه منفعة لهم
دينيا نصب بنو أمية أئمة خطباء موالين لهم وأغدقوا عليهم بالعطايا حتى ختموا خطبهم بلعن سيدنا علي كرم الله وجهه ارضاء لبني أمية
ثقافيا قرب بنو أمية الشعراء والأدباء المادحين وأغدقوا عليهم بالعطايا
السؤال الآن ماذا سيفعل عمر وحيدا وهل يستطيع أن يغير شيئا؟
قلبه مفعم بالايمان والتقوى والشعور بالمسؤولية وعظم الأمانة
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( المائدة / 8).

   إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وقال سبحانه:  إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً
أعلم زوجته فاطمة أنه سيرجع كل العقارات التي أعطاها له ملوك بني أمية للدولة وطلب منها أن تفعل ذلك وخيرها بين أن تعيش معه حياة بسيطة أو تلتحق بأهلها
ثم قام في الناس خطيبا قائلا:
أول خطبة له رحمه الله :
أول خطبة له : حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فليفارقنا ، يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ، ويعيننا على الخير بجهده ، ويدلنا على الخير ما نهتدي إليه ، ولا يغتابنّ عندنا أحداً ، ولا يعرضن فيما لا يعنيه . فانقشع عنه الشعراء … وثبت معه الفقهاء والزهاد
 ثم جمع أمراء بني أمية  وقادة الحرس والشرطة والجيش ليأأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم ، وهي الأموال الهائلة.. والثروات العظيمة التي تملكها أسرته، وإخوته وحاشيته، وعزم على ردها إلى أصحابها إن عرف أصحابها، أو إلى الخزانة العامة، وأن ينفذ على الجميع قانون " من أين لك هذا لكنهم رفضوا الاستجابة وحاول أن يعظهم ويخوفهم الله، وبين لهم أن ليس لهم من الحق في أموال الخزانة العامة أكثر مما للأعرابي في صحرائه، والراعي في جبله .. وأن ما بأيديهم من أموال جمعوها من حرام ليس لهم إنما هو لله، وأرادهم على ردها فأبوا، ودعاهم مرة أخرى إلى وليمة واستعمل أسلوباً آخر من اللين فلم يستجيبوا ، فلما عجزت معهم أساليب اللين عمد إلى الشدة وأعلم أنه كل من كانت له مظلمة أو عدا عليه أحد من هؤلاء فليتقدم بدعواه ، وألف لذلك محكمة خاصة ، وبدأ يجردهم من هذه الثروات التي أخذوها بغير وجهها ويردها إلى أصحابها أو إلى الخزانة العامة .وخضعوا جميعاً وردوا ما كان في أيديهم من الأموال … واكتفوا بمرتباتهم الكثيرة التي كانوا يأخذونها من الخزانة ، ولكن عمر لم يكتف وأمر بقطع هذه الرواتب وإعطائهم عطاء أمثالهم ، وأمرهم بالعمل كما يعمل الناس ، ووسطوا له عمة له كان يوقرها بنوا أمية لسنها وشرفها ، فكلمته فقال : إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة ولم يبعثه عذاباً، ودعا بجمر ودينار ، فألقى الدينار في الجمر حتى إذا احمرّ أخذه بشيء وقرّبه إلى جلده ، وقال : يا عمة أما تشفقين على ابن أخيك أن يكوى بهذا يوم القيامة ؟ قالت : إذن لا تدعهم يسبونهم ، قال : ومن يسبهم؟! إنما يطالبونهم بحقوقهم ، فخرجت فقالت : هذا ذنبكم لماذا زوجتم أباه بنت عمر بن الخطاب ؟؟؟؟، قالوا : أما لنا قرابة ؟ أما لنا حق ؟ قال : ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء
اجتمع بنو مروان إلى باب عمر بن عبد العزيز فقالوا لابنه عبد الملك : قل لأبيك إن من كان قبله من الخلفاء كان يعطينا ويعرف لنا موضعنا ، وإنّ أباك قد حرمنا ما في يديه. فدخل على أبيه فأخبره ، فقال لهم : إن أبي يقول لكم : إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ().
وتجرأ عليه ابن للوليد فكتب إليه كتاباً شديد اللهجة أشبه بإعلان الثورة ، فغضب عمر لله وقبض عليه وحاكمه بمحاكمة كانت تؤدي به إلى سيف الجلاد لولا أن تاب وأناب .

وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة ، وعين ولاة اشتهروا بالعدل والتقوى وبدأ بالتغيير السريع الحاسم العميق الذي يجب أن يتم على مستوى الأمة في ذلك الوقت .
أمر رحمه الله ولاته أن يبدءوا بتغطية حاجات أقطارهم .. وما فاض وبقي يُرسل إلى الخزينة العامة .. ومن قصر دخل إقليمه عن تغطية حاجات أهله أمده الخليفة بما يغطي عجزه ، وراح رحمه الله ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأوي إليها المسافرون وأبناء السبيل ، ومضى يرفع مستوى الأجور الضعيفة ، وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من أيدي الناس أجراً .. وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة ، ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة ، وأمر ولاته بإحصاء جميع الغارمين فقضى عنهم دينهم ، وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى ().
وعم الأمن وهمدت الثورات ، وشملت السعادة الناس ، واختفت مظاهر البذخ الفاحش ، ومظاهر الفقر المدقع ، وصارت هذه البلاد التي تمتد من فرنسا إلى الصين تعيش بالحب والإخلاص والود ().
حال الناس في عهده :
شبع في عهده الجياع ، وكسى الفقراء ، واستجاب للمستضعفين ، وكان أباً لليتامى ، وعائلاً للأيامى ، وملاذاً للضائعين ، كان الأغنياء يخرجون بزكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ، ويبسط يده إليها … إن عدله رحمه الله لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل وملأهم شعوراً بالكرامة والقناعة ().
لكن بعد عامين وسته أشهر مرض مرضا شديدا ويقال أن من عاداه وكرهه سقاه سما وراح يودع أبناءه  بقوله : يا بني إن أباكم خُيِّر بين أمرين ، أن تستغنوا ويدخل النار أو تفتقروا ويدخل الجنة ، فاختار الجنة وآثر أن يترككم لله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين
وتوفي رحمه الله سنة 720م وعمره 38سنة لكنه ما زال حيا بيننا
من أقواله :
قال : أكثر من ذكر الموت ، فإن كنت في ضيق من العيش وسّعه عليك ، وإن كنت في سعة من العيش ضيقه عليك . 2- وقال : أيها الناس أصلحوا أسراركم تصلح علانيتكم واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم 4- وقال لعمر بن حفص : إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير
آخر خطبة له رحمه الله :
كانت آخر خطبة خطبها : حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنكم لم تخلقوا عبثاً ، ولم تتركوا سدىً وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم ، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله تعالى ، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض ، ألم تعلموا أنه لا يأمن غداً إلا من حذر اليوم الآخر وخافه ، وباع فانياً بباقٍ ، ونافداً بما لا نفاد له ، وقليلاً بكثير ، وخوفاً بأمان ، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيكون من بعدكم للباقين ، كذلك ترد إلى خير الوارثين ، ثم إنكم في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله لا يرجع، قد قضى نحبه حتى تغيبوه في صدع من الأرض ، في بطن صدع غير موسد ولا ممهد ، قد فارق الأحباب ، وواجه التراب والحساب ، فهو مرتهن بعمله ، غني عما ترك ، فقير لما قدم ، فاتقوا الله قبل القضاء ، راقبوه قبل نزول الموت بكم ، أما إني أقول هذا … ثم وضع طرف ردائه على وجهه فبكى
بعض العبر أولا :الشعور بمراقبة الله وبأنه متيقن تمام اليقين أنه سيحاسب بين يدي الرحمان دفعه للعدل بين الناس
 التربية الاسلامية التي تشبع بها منذ الصغر حفظه للقرآن الكريم وتلقيه العلم عن العالم الزاهد صالح بن كيسان
  ايمانه العميق بأن العدل أساس العمران كما قال ابن خلدون رحمه الله
اعتماد مبدأ من أين لك هذا نشر الطمأنينة بين الناس
هذا المستوى الرفيع للمسلم الذي لا يترك الاسلام داخل المسجد أو في منزله بل يترجمه سلوكا فلا يكون إلا رحمة للعالمين عنصر بناء في أي موقع كان فعلينا أن نغرس في نفوس أبنائنا هذا السلوك القويم من خلال تدعيم تدريس التربية الاسلامية في مدارسنا ومعاهدنا لننشئ جيلا جديدا متشبعا بالقيم الاسلامية فيكون عنصر بناء لا هدم وعنصر رحمة لا نقمة فيحافظ على مكتسبات تونس ويطورها وينشر السعادة والطمأنينة بين أبناء شعبها

الناصر عزيز


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire