Nombre total de pages vues

مرحبا بكم في مدونتي أتمنى لكم الاستفادة أخوكم الناصر عزيز

أخوكم الناصر عزيز الإمام الخطيب بجامع عمر بن الخطاب بالساحلين أرحب بكم متمنيا لكم الاستفادة وملتمسا منكم التعليق حتى أستنير بملاحظاتكم
كما أرجوكم الانخراط في هذا الموقع في خانة
s'inscrire
ووضع عنوانكم الالكتروني لمدكم بكل جديد بالموقع
كما بامكان السادةوالسيدات المقيمين خارج الوطن الذين يزورون هذه المدونة باستمرار متابعة الدروس والتسجيل لاجراء اختبار كتابي في نهاية هذه الدورة

samedi 21 mai 2011

كيف حافظ الاسلام على النفس البشرية؟درس لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حياة الناس



 الموضوع : حفظ النفس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ونشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له ,ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شرع الله حكما إلا وفيه مصلحة للانسان وما نهى عن أمر إلا وقد تلحق من ورائه مضرة لذلك جاءت الشريعة الاسلامية ملائمة للانسان محافظة على النفس البشرية  تخدم مصالحه الدنيوية وتعده للفوز بالجنة.
بما أن الانسان هو خليفة الله في الأرض أنزله ليعمرها
- وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَاٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً
فهو إذن محل الخطاب الإلاهي وهدف الرسالة الربانية فوجب أن يكون قويا فاعلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير
 لذلك  يرى جمهور الفقهاء أن الشريعة الإسلامية تدور أحكامها حول حماية خمس أمور هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، وتسمى بالضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وأعظمها بعد مقصد حفظ الدين مقصدُ حفظ النفس، فقد عُنيت الشريعة الإسلامية بالنفس عناية فائقة، فشرعت من الأحكام ما يحقّق لها المصالح ويحفظها من المفاسد، وذلك مبالغة في حفظها وصيانتها وعدم الاعتداء عليها.
ما هي الفوائد من حفظ النفس؟
-تحقيق سعادة الانسان الخليفة في الأرض
-حماية النوع البشري وتسلسله اعمارا للأرض لذلك جاءت القوانين الوضعية والمواثيق الدولية : الاعلان العالمي لحقوق الانسان مجلة حقوق الطفل ’اتفاقية حضر استعمال الاسلحة المحرمة دوليا ’
تسعى لحفظ النفس فكان الاسلام أول قانون وأعظم تشريع يصون النفس البشرية
-لا يمكن أن نحفظ العقل  أو العرض أو المال في غياب حفظ النفس لذلك دعا الله إلى حفظ النفس مباشرة بعد حفظ الدين.

كيف حافظ الاسلام على النفس البشرية؟
وضعت الشريعة الإسلامية تدابير عديدة كفيلة بإذن الله بحفظ النفس ممثلة في الفرد أو في الجماعة  من دول وشعوب وغيرها و سدّت الطرقَ المفضية إلى إزهاقها أو إتلافها أو الاعتداء عليها,و سدّ الذرائع المؤدّية إلى القتل.
فممّا جاءت به الشريعة لتحقيق هذا المقصد:
تحريم قتل النفس بغير حق وإنزال أشد العقوبة بمرتكب ذلك قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)(الأنعام: من الآية151)،
اعتبار من قتل نفسا واحدة كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا :
مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً المائدة 32
وحفظ النفس أيضاً بتحريم الانتحار حيث قال تعالى: ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء: من الآية29)،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجّأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلّدا فيها أبدا, ومن شرب سُمّا فقتل نفسه فهو يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلّدا فيها أبدا, ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
ولما جاء الإسلام نهى عن وأد البنات -قتلهم أحياء- وحذر من ذلك، قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت. بأي ذنب قتلت} [التكوير: 8-9]. ونهى كذلك عن قتل المسلم لأخيه المسلم، وجعل ذلك من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب؛ قال تعالى: {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا}النساء93
- النهي عن الإشارة بالسلاح ونحوه من حديدة وغيرها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه, وإن كان أخاه لأبيه وأمه)).
وحرم الاسلام في الحروب التعذيب و التمثيل بالموتى أو الحرق أفرادا كانوا أو مجموعات  قال صلى الله علية وسلم : من عذب بشيء عذب به
وفي المقابل أباح الشارع الحكيم كل ما فيه صون للأنفس من مآكل مباحة وشرب - قال الله تعالى وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوا} (الأعراف: 31)
و أباح الله الزينة واللباس كل حسب قدرته فالجميع لهم الحق في اقتناء اللباس واتخاذه ستارا لأن فيه غرضا أسمى وهو حفظ النفس من البرد أو الحر وأيضا من أنظار الناس:قال تعالى:
 يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ الأعراف 26
وأمر بالتداوي  من الأمراض قال تعالى : "  ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ –النحل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حديث: "ما أنزل اللّه داء إلا أنزل له شفاء
وأمر بتوفير كل ما فيه فائدة للنفوس وسمح باتخاذ وسائل النقل من دواب ثم بعد ذلك وسائل نقل متطورة من سيارات وطائرات ومركبات فضائية ووسائل الاتصال وغيرها وشتى مخترعات العلوم التي فيها فائدة للأنفس البشرية :قال تعالى :
 وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ النحل 8
وجعل التيسير قاعدة من قواعد الشريعة السمحة تبين لنا أن الإنسان إذا أشرف على الهلاك ولم يجد ما يأكله إلا ميتة فعليه أن يأكلها، وإن هلك ولم يأكلها كان من الآثمين؛ لأنه لم يحافظ على حياته.قال تعالى :
 إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ البقرة 173
 والله -عز وجل- يخفف على الإنسان في كثير من الأمور لحفظ حياته، فقد أباح الله -عز وجل- للمسافر والمريض أن يفطرا خوفًا من المشقة والهلاك.
قال تعالى: {فَـمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ(البقرة:184
وأباح التيمم للمرضى  حفاظا على حياتهم :قال تعالى
 وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً المائدة 6
وفي المقابل نهى الله تعالى عن كل ما فيه ضرر بالنفوس:
 فحرم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وشرب الخمر قال تعالى :
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير المائدة 3
فهي سموم تقتل الانسان ببطء وتتلف النفس التي أمر الله بحفظها ولقد حرم الفقهاء كل ما يقاس على هذه الممنوعات من مخدرات وتدخين ومنعوا اللباس الفاضح لما فيه من هوان وابتذال للذات وحثوا على اللباس المحترم الأنيق  اللائق  ومنعوا استثمار العلوم في خراب النفوس فمنعت التجارة بالأعضاء البشرية واستنساخ البشر.
بهذا نستخلص أن ديننا الاسلامي كان أول من شرع المحافظة على النفس وطبقها عمليا في حياة المسلمين دافعا بذلك المجموعة الانسانية للاقتداء به نحو التقدم ونحو مجتمع حضاري سليم يعيش فيه الانسان فردا كان أو مجموعة آمنا على نفسه  وعلى حياة أفراد أسرته.



-








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire