Nombre total de pages vues

مرحبا بكم في مدونتي أتمنى لكم الاستفادة أخوكم الناصر عزيز

أخوكم الناصر عزيز الإمام الخطيب بجامع عمر بن الخطاب بالساحلين أرحب بكم متمنيا لكم الاستفادة وملتمسا منكم التعليق حتى أستنير بملاحظاتكم
كما أرجوكم الانخراط في هذا الموقع في خانة
s'inscrire
ووضع عنوانكم الالكتروني لمدكم بكل جديد بالموقع
كما بامكان السادةوالسيدات المقيمين خارج الوطن الذين يزورون هذه المدونة باستمرار متابعة الدروس والتسجيل لاجراء اختبار كتابي في نهاية هذه الدورة

dimanche 8 mai 2011

غربان فايسبوك وتويتر بقلم فيصل القاسم

عُربان "تويتر" و"فيس بوك"

par Alkasim Faisal, dimanche 8 mai 2011, 08:10
عُربان "تويتر" و"فيس بوك"
د. فيصل القاسم
لا يمكننا أن ننكر القدرة التنظيمية الرهيبة التي امتاز بها شباب الثورات العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل "تويتر" و"فيس بوك" وغيرهما من المواقع، فقد تمكنوا من حشد مئات الألوف من المتظاهرين في الشوارع العربية من خلال تجمعات وخطط الكترونية فريدة من نوعها. لكن، للأسف الشديد، ليس هناك غير هذه المأثرة يمكن أن يتباهى بها عُربان الانترنت.
صحيح أن هناك بعض الشخصيات العربية الرائعة من إعلاميين وصحفيين ومفكرين ورسامين وأكاديميين وأساتذة تـُغني مواقع التواصل الالكترونية بمساهماتها الفكرية يومياً، لكن هؤلاء يظلون قلة قليلة إذا ما قارناهم بالملايين ممن يمارسون ما يمكن تسميته بالتسكع أو التنابز الالكتروني. فكما أن الكثير من العرب يمضي جل وقته متسكعاً بلا هدف لقتل الزمن في حياته اليومية، فإنه نقل أسلوب حياته البائس بما ينطوي عليه من تفاهة وسفاهة وعبث إلى الشبكة العنكبوتية، مما جعل تسكعه على الشبكة يبدو متناقضاً تماماً مع طبيعة تلك الشبكة وديناميكيتها وحداثتها الرائعة.
لا شك أن الكثيرين لمسوا كيف تحول موقع "تويتر" مثلاً إلى ساحة لتبادل الشتائم والسباب الثقيل بين العربان بدل أن يكون ميداناً لتبادل الأفكار والتثقف والصراعات العقلية المفيدة. وأركز على كلمة صراعات، فليس هناك مشكلة أبداً أن يتحول هذا الموقع وغيره إلى حلبة صراع فكرية وإعلامية وثقافية صاخبة لعلنا نعوّض من خلالها جوعنا التاريخي للنقاش الحر والمناظرات المفتوحة الساخنة. لكن بدل أن يتناقش "العُربان" على "تويتر" تراهم يسفهّون بعضهم البعض لأتفه الأسباب. وأكثر ما يجعل المرء يُصاب بخيبة أمل كبيرة أن الكثير ممن يرتادون موقع "تويتر" يقدمون أنفسهم على أنهم محامون، أو قضاة، أو صحفيون، أو إستراتيجيون، أو أشخاص ذوو مكانات اجتماعية مرموقة. ومما يزيد الطين بلة أن معظمهم يضع شعارات جميلة لبروفايله أو حسابه من الشعر أو الأقوال المأثورة أو الأحاديث الشريفة. لكن ما أن يبدؤوا بالتعليق على تغريدات الآخرين، حتى يتحولوا إلى أولاد شوارع بامتياز، إن لم نقل إلى "بلطجية" كلام . فبدل أن يناقشوا الأفكار المطروحة، يبدؤون على الفور بالنيل من المغردين شخصياً بلغة غاية في البذاءة والصفاقة والسقوط الأخلاقي، وكأن مهمتهم إخلاء هذا الحيز الالكتروني الجميل من الفكر والثقافة وتحويله إلى منتدى للتنابز بالألقاب والسخافات والترهات والتفاهات.
ولا ألوم بعض المغردين المحترمين أبداً إن انسحبوا من مثل هذه المواقع، أو حجبوا تغريداتهم عن هؤلاء الرعاع والغوغائيين الالكترونيين الساقطين الذين يلوثون منتجات الحضارة الإعلامية الحديثة بوساخاتهم وقلة تربيتهم، ويحولونها إلى مرتع للسخافات والسفاهات. ومن منغصات موقع تويتر، على عكس، "فيس بوك"، أنه لا يتيح للمغردين آلية ناجعة لحجب التافهين وحذف إساءاتهم وردودهم البائسة التي تجعل المغردين الجادين يتركون الساحة، وكأن شعار "تويتر" أصبح: "البضاعة الفاسدة تطرد البضاعة الجيدة". صحيح أن عظيماً كالرئيس الأميركي الراحل أبراهام لينكون قال يوماً: "أنا لا أقرأ رسائل الشتم والإهانة التي توجه إليّ، لا أفتح مظروفها، فضلا عن الرد عليها، لأنني لو انشغلت بها لما قدمت شيئاً لشعبي". لكن المشكلة في "تويتر" أنه لا يتيح خاصية رمي المظاريف الوسخة في سلة المهملات قبل أو بعد فتحها، فتضطر لقراءتها مرغماً.
محزن جداً أن يختبئ ملايين العرب خلف الماوس والكيبورد ليمارسوا بأسماء وهمية هواياتهم التافهة في التجريح والقذف والقدح والافتراء والطعن والتخوين المجاني وكيل الاتهامات جزافاً بلغة ركيكة وهزيلة لا تحمل من العربية إلا اسمها. وكم سمعت بعض المغردين المحترمين يتأسفون على الحرية التي أتاحها الفضاء الالكتروني  للعربان. فالحرية مسؤولية كبيرة يحاول الكثيرون من الجبناء المختفين وراء ألقاب مصطنعة تعهيرها وتسخيرها للافتراءات والبذاءات والاتهامات المجانية.  
كم كان أحد المعلقين مصيباً عندما وجه الدعوة التالية إلى حشود الشتامين على موقع "تويتر": "يا شعب "تويتر": والنبي عشان خاطر النبي، انزلوا الشارع اعملوا حاجة بدل مجرد الشتم على تويتر.. البلد محتاج لكم أكثر من "تويتر"!!"

للأسف الشديد، فقد فهم الكثيرون من الجيل الصاعد الحرية  على أنها تخلص وانفلات من كل القيود والتعبير بأي طريقة، وهذا طبعاً هراء، فالشعوب الغربية حرة ومتحررة، لكنها شعوب مؤدبة ومهذبة ودمثة في خطابها اليومي. ولو قارنا صفحات التواصل الالكترونية الغربية بالعربية لوجدنا الأولى منظبطة ومحترمة، بينما الثانية عبارة عن سوق عكاظ للردح وقلة الأدب والتجريح والاستفزاز.
وكم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما يكتب بعض المغردين على "تويتر" فكرة ما، فيأتي معظم الردود عليها بعيدة كل البعد عن موضوعها، فمثلاً ترى كاتباً يعلق باحترام على إحدى الثورات العربية، فيدخل عليه مغرد متسكع، ليهاجمه على لباسه الذي يظهر فيه على شاشات التلفزيون، أو على أمر لا علاقة له بالموضوع المطروح لا من قريب ولا من بعيد. قلما تجد مغرداً عربياً في "تويتر" يرد ويعلق مباشرة على الموضوعات المكتوبة، بل يذهب باتجاه آخر لمجرد الإزعاج وتفريغ مكبوتاته وأحقاده وتفاهاته الصغيرة على الآخرين. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن غالبية المشتركين في "تويتر" الذين من المفترض أن يتمتعوا بقدر من الثقافة، لا يمتلكون العقول القادرة على النقاش والأخذ والرد، فيعوضون عن جهلهم ونزقهم بالنيل من الآخرين، خاصة وأن الشتم سلاح من ليس له حجة.
وحتى لو امتلك البعض من الجيل الانترنت الحجة، فإنه قلما يختلف عن الأجيال السابقة في التعصب والتزمت، فهو لا يقل استبداداً بالرأي عمن سبقوه. لا أدري لماذا  نطالب بالتغيير في العالم العربي إذا كان الجيل الجديد تكفيري تخويني بامتياز كما يظهر من مشاركاته وتعليقاته على صفحات الشبكة العنكبوتية؟
وأرجو أن لا يتنطع أحد ليقول إن برامج الحوار في التلفزيونات العربية مصابة بمتلازمة "تويتر"، لا أبداً، فعلى الأقل فإن المتحاورين في البرامج التلفزيونية يتصارعون ويتصارخون من أجل قضية. أما متسكعو "تويتر" فلا قضية لهم سوى التهريج واللعن وتقيؤ عقدهم الشخصية والاجتماعية على بقية المغردين.
هناك مثل صيني رائع يقول:" العقول الكبيرة تناقش في المبادئ، والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء، والعقول الصغيرة تناقش في الأشخاص". فما أقل العرب الذين يتناقشون في الأشياء والمبادئ على "تويتر"، وما أكثر العربان الذين يُهملون القضايا الكبرى، ويغرقون في البذاءات والأحقاد والتفاهات والمسائل الشخصية الرخيصة!
fk4fk@hotmail.com

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire